بسم الله الرحمن الرحيم
أنا أبد في موضوع مهم وهو
آداب الذكر والدعاء
أسأل الله أن ينفع به
وها أنا أبدأ مستعيانا بالله
إن للذكر آدابا مشروعة وشروطا مفروضة فمن وفى وفي له ومن لزم تلك السيرة على شروط الآداب أوشك نيل ما سأل ومن أخل بالآداب استحق ثلاث خلال المقت والبعد والحرمان عياذا بالله تعالى
وها أنا أذكر آداب الذكر والدعاء وشروطهما.
1-فمن آدابه:أن تعلم أن سيرة الأنبياء والمرسلين والأوليء الصالحين إن أرادوا إستقضاء حاجة عند مولاهم
أن يبادروا قبل السؤال فيقوموا بين يدي ربهم فيصفوا أقدامهم ويبسطوا أكفهم ويرسلوا دموعهم على خدودهم فيبدؤ بالتوية من معاصيهم والتنصل من مخالفتهم ويستنبطوا الخشوع في قلوبهم ويتمسكنوا ويتذللوا...
فيبدؤون بالثناء على معبودهم وتقديسه وتنزيهه وتعظيمه والثناء عليه بما هو اهله ثم يرغبون بالدعاء
هذا إبراهيم الخليل عليه السلام لما أراد مناجاة مولاه في أستقضاء حوائجه واستدرار مافي خزائنه بدا بالثناء على ربه قبل سؤاله بقوله(الذي خلقني فهو يهدين[78]والذي هو يطعمني ويسقين[79]وإذا مرضت فهو يشفين[80]والذي يميتني ثم يحيين[81]والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين[82]) فأثنى على الله سبحانه بخمسة أثنية أنه الخالق الهادي المطعم الساقي الشافي من الأوصاب والمحيي والمميت والغافر
ثم سأل خمسة حوائج فقال(رب هب لي ملكا وألحقني بالصالحين[83]واجعل لي لسان صدق في الأخرين
[84]واجعلني من ورثة جنة النعيم [85]واغفر لي أبي أنه كان من الضالين[86]ولا تخزني يوم يبعثون[87])
فقضى الله سبحانه حوائجه إلا واحدة فقال في الأولى (فقد اتينا آل إبراهيم الكاتب والحكمة)
وقال في قوله تعالى (وألحقني بالصالحين) (وإنه في الآخرة لمن الصالحين)
وفي قوله في سؤاله الثناء في الأمم (وتركنا عليه في الآخرين)
وقال في قوله (واجعلني من ورثة جنة النعيم) (رحمت الله وبركاته عليكم أهل البيت...)
واعتذر اليه في سؤاله المغفرة لأبه بقوله (فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه...)
وقد شرف الله عزوجل هذه الأمة بمثلها فأنزل عليهم فاتحة الكتاب أولها ثناء وتمجيد إلى قوله(وإياك نستعين) وسائرها دعاء
وهذا موسى عليه السلام قدم ثناء على الله تعالى فقال(أنت ولينا فاغفرلنا وارحمنا...)
وروى البخاري ومسلم في حديث الشفاعة عن النبي صلى الله عليه وسلم (أن الخلائق تسأل الأنبياء عليهم السلام الشفاعة إلى ربها في عرصات القيامة فكل واحد يذكر ذنبه ويقول أذهيوا غلى غيري قال فأقول (أنا لها فأستأذن على ربي فإذا رأيته وقعت ساجدا فيدعني ما يشاء ثم يقال ارفع رأسك وسل تعطه وقل تسمع وشفع تشفع فيلهمني محامد أحمده بها فأحمده بتلك المحامد) وفي لفظ آخر (فأحمد ربي بتحميد يعلمني)
فقدم بين يدي الشفاعة تحميدا وتمجيد
عن فضالة بن عبيد رضي الله عنه قال سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلايدعوا في صلاته لم يمجد الله ولم يصل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال(عجل هذا) ثم دعاه فقال له أو لغيره (إذا صلى أحدكم فليبدأ بتمجيد ربه والثناء عليه ثم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ثم يدعوا بعد بما شاء) رواه أبو داود والترمذي وصححه الألباني.
هذا والله أعلم واحكم وصلى الله على نبينا محمد
.